القائمة الرئيسية

الصفحات

"العلاقة المحرمة" من خطوات الشيطان لا خطوات الحلال..




تذكر أمرا وأنت في علاقتك المحرمة أخي وأختي، أنك تريد وهي تريد والله يفعل ما يريد! 

كثير من الأسئلة عن هذا الأمر يكون الإشكال "أخاف أن يتزوج أو تتزوج" 

كأن العلاقة المحرمة ضمان للزواج!، والله المستعان، اعلم رحمك الله أن الله لن يُبارك في الحرام وإن كنتما على نهج القيام والصيام معا لازالت العلاقة محرمة..

ومن قلة الأدب مع الله عز وجل أن تعصيه تأملا بحلاله، نحتاج أن نتعلم ونؤمن أن رزقنا ونصيبنا مكتوب عند الله عز وجل، إن لم يجعل الله هذا الشخص من نصيبك وإن وصلت إلى الإمام لن يكون من نصيبك!، وإذا كان من نصيبك لو ذهب إلى قعر الدنيا ما أخذه غيرك قط! 

فسبحان من كتب وقسم علينا الأرزاق من قوت اليوم والزواج والعمل.. 

لا تتأمل بالحرام ليكون سبب حصولك على الحلال، ولا تربط سعادتك بالتواصل المحرم معه فهذه سعادة غير جائزة لأنها مبنية على معصية..! 

تذكر أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، فإذا ترك العبد المعصية لله تعالى عوضه الله لذة الطاعة والمناجاة ورزقه الحلال وأسعده في الدنيا والآخرة.

هل حقا "حدود الكلام" سبب وضمان لعدم الوقوع في الكلام الحرام؟ 

لا والله، هذا الكلام من الوهم وتلبيس إبليس!، لم يُحرم الله عز وجل العلاقات المحرمة إلا وعلم سبحانه أثرها على الدين والنفس مهما أردت تسييرها على نهج مستقيم لن تستقيم! 

البدايات دائما ستبدو جميلة لك، مع فورة المشاعر، والشغف بالمحبوب!، إلى أن ترى العالم عبر منظار “الحب الوردي” مشاعر تطغى للحد الذي يعمي فلم يعد لك نظرة لتلك التفاصيل الدقيقة والكبيرة في آن واحد! 

تتطور العلاقات مع مرور الوقت، تنضج وتتغير وتخرج عن النهج الذي خططت له، لأن اتباع الهوى غذاء إبليس فمتى ما غرقت في هواك زين لك طريقك في هذا الحرام، تتهافت وتسقط في الزلات دون شعور تُصاب بالفتور ومن فتور إلى فتور تنتكس..، والله لم يدخل مُلتزم ومُلتزمة هذا الطريق إلا ووقع في الحرام! 

احفظ قلبك يحفظك الله، استعن بالله واستعذ من الشيطان الرجيم واقطع ما أنت فيه!، لا تقم ببيع آخرتك بعرض من الدنيا فتقع في الهوان وتخسر توفيق الله عز وجل ومن ترك طريق الله تركه الناس! 

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}

هذه العلاقة المحرمة خيانة أمانة الله ورسوله، ما خلقك الله إلا وجعل لك من الأوامر ما تمتثل للعمل به ومن المحرمات ما نهاك عنه، أفتخون أمانة الله لك؟ وتنتهج مسلك حرماته؟ 

ما أنتم فيه ليس حب والله، لم يخلق الله الحب ليُدنس بالخيانة المتبادلة، ما خُلق الحب تهييجا للشهوات، وتحريكا للغرائز، وإثارة للفتنة في القلب! والله المستعان.. 

"العلاقة المحرمة" خطوة من خطوات الشيطان لا خطوات الحلال.. 

فهي خطوة الشيطان الأولى للفاحشة، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}، وعِلْم الله سبحانه بخبايا النفوس وطبيعة خلقه {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}.. 

ما حرم الإسلام على المرأة الخضوع بالقول فقال {وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفاً}

وما فرض سبحانه غض البصر على الرجال والنساء! {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ}

وحرم على النساء إبداء زينتهن {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}

فتخيل كل هذا كي لا يكون للشيطان مدخل ويستغل الميل الفطري بين الرجل والمرأة!، فما بالك بما هو أعظم من نظرات أو حركات أو ضحكات أو دعابات ونبرات! 

عجلوا التوبة من هذه المعاصي أثابكم الله واحفظوا قلوبكم فما كان للقلب داء أعظم من داء العشق!، من يحبك بصدق لن يجعل منك عرضة للنار، من أحبك بصدق لا يجعل من نفسك غارا للضغوط والعيش في رهبة وخوف من كشف الأمور إلى الأهل! فاتقوا الله في بنات وشباب المسلمين.. 

كيف أتوب من العلاقة المحرمة؟ 

أولا: أول شيء و الخطوة الأولى التي ينبغي أن تركز عليها، أن تتوقف نهائيًا عن هذا التفكير من الآن، مجرد ما أن تقرأ كلامي تأخذ قرارًا شُجاعًا وقويًّا وجريئًا أنك لن تعود إلى هذا الأمر مطلقًا مهما كانت الظروف والأسباب والدواعي و تتخذ قرارا بأن هدفك هو النسيان و ترك التفكير فيه!

ثانيا: أن تندم على محادثتك له وتتوب لله توبة صادقة..

ثالثا: أن تعقد العزم على ألا ترجع إلى هذه الأمور أبدًا مهما كانت الظروف، ومهما كانت الدواعي.

رابعا: أن تترك ما أنت فيه ابتغاء مرضاة الله وحياء منه ومحبة فيه..

خامسا : ابدأ في المحافظة على الصلاة في أوقاتها، كذلك المحافظة على أذكار ما بعد الصلاة والأذكار جلها..

سادسا: المحافظة على أذكار الصباح والمساء؛ لأن هذه الأذكار تحفظك من كيد شياطين الإنس والجن.

سابعًا: أكثر من الاستغفار (أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله)، أو (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه)، أو (رب اغفر لي وتب عليَّ إنك أنت التواب الرحيم)، أو (اللهم اغفر لي وتب عليَّ)، كذلك {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، كذلك الإكثار من دعاء سيد الاستغفار: (اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعتُ، أعوذ بك من شر ما صنعتُ، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)، كذلك (سبحان الله وبحمده) مائة مرة حتى يغفر الله لك الذنوب وإن كانت مثل زبد البحر، أو كانت تصل لعنان السماء، فإن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها، وإن الله يتوب على العبد ما لم يُغرغر، وإن الله يفرح بعبده حين يتوب ورجع إليه.

ثامنا: عليك بالإكثار من الصلاة على النبي - عليه الصلاة والسلام – قدر الاستطاعة، ففي الحديث (إذًا تُكفى همَّك ويُغفر لك ذنبك).

تاسعا: عليك بالبحث عن صحبة صالحة، حاول، وستجد - إن شاء الله تعالى – من يعينك على ذلك..

عاشرا: ادخل المنتديات الإسلامية التي توجد فيها أنشطة دينية، حتى تجد صحبة صالحة طيبة تعينك على طاعة الله ورضاه، وتقضي معها وقتًا جميلاً مثمرًا ورائعًا، إذا كان لديكم مسجد قريب منكم وكانت فيه دروس أو محاضرات فاجتهد أن تحض هذه الدروس والمحاضرات، وإذا كان لديكم بعض المؤسسات الخيرية الاجتماعية التي تقوم على تحفيظ القرآن الكريم وعلى الأعمال الخيرية فحاول أن تشترك فيها، ما دام عندك وقت، وما دامت ظروفك تسمح.

وهناك أمر آخر، وهو أهم من ذلك كله، وهو الدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يصرف الله عنك هذه المعاصي وكيد الشيطان، وأن يجعلك من الصالحين القانتين.

أعتقد أنك إن فعلت ذلك سوف تستطيع أن تغير من واقعك بدرجة كبيرة، وبإذن الله تعالى سوف تتحسن ظروفك، وسوف يكون لك شأن عظيم عند الله عز وجل وتشغل نفسك بالمفيد و يتحقق النسيان بإذن الله..

حاول أن كل شيء تعلمته في الدين أن تعلمه لغيرك، ولو أن تبدأ بكتيب صغير تقرأه عن الإسلام، حتى تستطيع أن تمارسي دور الدعوة..

علم الناس ما تعلمه ولا تترك فراغا في حياتك فإن الفراغ من كيد الشيطان فمتى ما رآك فارغا شغلك بالحرام!

تذكر انكسار الأمة وجرحها، فلا تزد انكسارا فوق انكسارها وجرحا يزيد من نزيفها، فكر ألف مرة قبل الإقبال على البيوت من ظهورها وفكري ألف مرة قبل الإقبال على فتح النوافذ على آفاقها.. 

احفظوا دين الله وحدوده يحفظكم ويحقق ما تبتغيه نفوسكم..