القائمة الرئيسية

الصفحات

تفريط الأمهات بالبنات والرمي بهن إلى نفق المحرمات

 


تصلني مراسلات الفتيات ورسائلهن حول العلاقات وغيرها من المعاصي والمحرمات، فكانت الواحدة منهن تقول لي والدتي تعلم بعلاقتي مع فلان، وسنها لا يتجاوز السابعة عشر! 


وهذه المسائل على الرغم مما تحمله من خذلان وهوان في تناول المسؤوليات والحفاظ على الأمانات!، تجعلنا نرى صورة "النساء" بين حرص سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم وتفريط الأمهات الآباء..! 


وهذا من تفريط الراعي لرعيته!، ومخالفة وصية نبيه " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله و مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها" 


تعودنا على شعارات التكريم وإعطاء المكانة الحقيقية للمرأة والدفاع عن حقوقها وغيرها من الشعارات البراقة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، قد تدارست قشور القضايا رامية خلفها اللب الحقيقي للإشكال! 


حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الله يوصيكم بالنساء خيرا إن الله يوصيكم بالنساء خيرا، فإنهن أمهاتكم وبناتكم وخالاتكم .....))


فأين وصية الخير وقد رميتِ بابنتك إلى نفق تلك العلاقة الغامضة!، تجعلين منها ضحية الهاوية، تعيش الأحلام الوردية!


فأي ثقة هذه التي تجعل منك تهوين بها إلى مغارة الذئاب!، وما إن يُهوى بها إلى جهنم الحياة تتباكين وتلقين اللوم عليها وعلى ذاك الرجل فأين عتاب نفسك هنا؟ 


تسمح "الأمهات" بهذه العلاقات بحجة أنها في الهاتف فقط، فهل تعلمين الغيب؟ هل تعلمين ما يحدث خلف الشاشات؟ هل تأخذين بالظاهر في ظل علاقة محرمة محفوفة بعمل الشيطان! 


"علاقة الأم مع ابنتها بلا إفراط ولا تفريط.."


تعيش الفتيات اليوم بين مطرقة إفراط الأمهات وسندان تفريطهن..، فإن لم ترمي بابنتها إلى جحر الضب من الاتباع لتبني تلك الشخصية الإمعة التي تعيش على فتات التحضر المزيف واتباع ما يفعله غيرها، دعست عليها بالإفراط ودست داء اليأس والقنوط والفرار في نفسها..! 


علاقتكِ مع ابنتك بعد 15 سنة هو حصاد تلك السنوات التي مرت من التربية والسهر، فإن تعبت حصدت الخير وإن تخليت حصدت الشوك وهلم جرا بما يلحقه..! 


وجب عليكِ كأم أن يكون لك 6 عيون وليس عينان لتحمي أولادك من المخاطر، ولابد أن تراقبيهم باستمرار دون أن يعرفوا ذلك، وأن تتقرَّبي وتتودَّدي إليهم، وتشعريهم بالأمان والثقة في أنفسهم وفيها، ويجب أن تتحرر الأم من مقولة: "خصوصية البنات"؛ لأنَّ البناتِ في سنّ المراهقة ليس لهنَّ خصوصية؛ فيجب على الأسرة أن تعرف عن أولادها كل شيء وكل صغيرة وكبيرة. 


كما لابد لكِ من أم القدرة على اختزال الكثير والكثير..! 


فلا تكوني تكون رفيقةَ سُوء لابنتكِ، تلك الرفيقة التي تحذرين ابنتكِ منها في ريعانها..! 


فلا تَسْمَحي لها بأشياء غير شرعية من باب الصداقة ولا بالخطأ وتخفي عنها..! 


لذا من المهم أن تضع الأم قواعدَ شرعية وأخلاقية للمصاحبة والصداقة بينها وبين ابنتها، وأن تتصف بالرحمة والرفق واللين في توازن، فأفضل السبل أن تكون الأم صديقة لابنتها، وتحيا معها حياة فيها ملاطفة ومعايشة وحب دون إفراط ولا تفريط، فلا قسوة تُرْهِبُ الابنة من الحديث مع أمها، ولا تدليل زائد يميع الابنة ويفسدها..! 


"دوافع خارج السيطرة.." 


الفكرة الخلفية عن ضرورة "أن الفتاة تعيش صغرها" تلك الفكرة المستبدة من خيال الأفلام والمسلسلات، فأصبحت تمرر بحجة اختزال الزمن والعمر، وكذلك تعود إلى دور الإعلام السلبي، والدّراما التي تستهجن محاولة تدخل الأم في خصوصية بناتها، والتركيز على ضرورة وجود صديق لكل بنت، وإلا كانت رجعيَّة ومتخلِّفة؛ فـ"البوي فرند" في إعلامنا مظهر من المظاهر التي يجب ألا تتخلَّى عنه البنات..! 


من الدوافع أيضا هو تساهل الأم والأهل بشكل عام في السَّماح للبنات والأولاد بتبادُل أرقام الهواتف والعناوين البريدية، وتبادُل الأحاديث في المساء ولأوقات متأخّرة عبر الهاتف والنت، مما أدَّى إلى اعتياد البنات على الجُرأة، وعدم تورُّعِهن، وعدم خشيتهن لله، وانفتاح العلاقة بينهن وبين الأولاد من مُقَدّمات الزِّنا..! 


"آخر النصيحة.."


على الأُمّ مراعاةُ الحِكْمة في توجيه الابْنة فتكون مفتاح خير مغلاقا للشر، والتنويع هو مسلك الناجحين، وتحيُّن الأوقات المناسبة بما يحتاجه الموقف والظروف والحالة النفسية للابنة.


والأُمّ الصديقة تكون سببًا في صلاح ابْنَتِها، بالدعاء لها لا عليها كما فعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - فدعا للأطفال؛ فبارك الله في مستقبلهم بالعمل والمال والولد؛ فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: ((ضمَّني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى صدره وقال: اللهم علمه الحكمة))؛ أخرجه البخاري, وبفضل دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصبح ابنُ عبَّاس في كِبَرِه حبر الأمة، وترجمان القرآن.


فاتقوا الله في أمانتكم يرعاكم الله..