القائمة الرئيسية

الصفحات

"غير بوصلة أفكارك تعرف نفسك.."




كثير من الأحيان يشعر الإنسان بالشتات والضعف والهوان، فلا يعرف نفسه هل أبدأ من هنا أم من هنا..! 


وكل هذا يعود إلى خطأ التغيير نفسه، قال الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}


فاعلم أن لب التغيير يبدأ من نفسك، فالتغيير الذي تنتظره هو الذي ينتظرك فغير لتتغير..! 


من أسباب الشعور بالشتات هو إقامة التغيير وضوابطه إما على الأفراد وقربهم أو على الآمال المتعلقة بالأهداف الخارجية كالدراسة والعمل.. 


وهذا من الخطأ، لا تعلق آمالك بهذه الأمور، لا تعقد بوصلة التغيير على أساس نسبي كهذا..! 


لنا أمور أهم كتغيير أنفسنا إلى الأفضل، نرمم أخطائنا، ونبني أنفسنا على أساسيات الشريعة.. 


اعلم أن الشعور بالشتات تحت الضغط أمر طبيعي فأنت الآن في مرحلة "استنفاد نفسي" تشعر أن قواك قد ضعفت، واهتماماتك وطموحاتك أصبحت ضئيلة، وهذا كله يُضعف عزيمتك ويثبطها.


إذا كان الشتات في الدراسة، فعليك أولا إخراج الدراسة من دائرة أن نهاية الحياة تقف عندها فجعلها في خانة الحساسية الزائدة يجر بك إلى دائرة الوساوس والتوتر والخوف الملازم فبدلاً من أن أقول أن دافعيتي انخفضت وأنا ضعيف ولا يمكنني أقول "نعم أستطيع" علي البحث عن التغيير..!


توكل على الله أولا فهو خير من يُفوض إليه الأمر من قبل ومن بعد، وأعظم اليقين به في نفسك، أكثر من الاستغفار والحوقلة والدعاء، فقولك لا حول ولا قوة إلا بالله هو ترك أمرك بين يدي الله فتخرج نفسك من حولك وقوتك إلى حول الله وقوته فهل هناك أعظم من أن يكون شأنك بين يدي الله؟



"تصحيح مفاهيم.." 


الخوف والتوتر الملازم لخطوات النجاح سواء في الامتحانات أو بدايات طلب العلم يعود إلى سبب واحد في الأصل وهو غياب "تعظيم التوكل على الله وتفويض الأمر إليه"، فمتى ما توكلت عليه وأعظمت اليقين بقدرته وقعت الطمأنينة في النفس وتبدد الخوف والوسواس..، بعد التوكل خذ بالأسباب، قال رجُلٌ لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أُرسِلُ ناقتي وأتوكَّلُ ؟ قال : ( اعقِلْها وتوكَّلْ )، فليس عليك التفكير والإفراط في التوقع، ادرس ورتب أمور، أنت في مرحلة البداية أو مرحلة الامتحانات: 


اكتب المواد المطلوبة منك في ورقة ورتبها من المهم فالمهم إلى الأقل، رتب ساعتين في اليوم بين الفترة والفترة تكون للدراسة فقط..


كل المخاوف التي في قلبك اتجاه المستقبل بمجرد إلزام نفسك بتقوى الله والعمل الصالح والبُعد عن الذنوب والمعاصي وتجديد النية في كل عمل أنه يكون للآخرة والتوكل على الرحمن تتيسر أمورك في حياتك بدون خوف لأن الله عز وجل وعدك وكفل لك أمرك في الدنيا في حياتك وبعد موتك..


قال صلى الله عليه وسلم:

«من كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ جعلَ اللَّهُ غناهُ في قلبِهِ وجمعَ لَه شملَهُ وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغمةٌ، ومن كانتِ الدُّنيا همَّهُ جعلَ اللَّهُ فقرَهُ بينَ عينيهِ وفرَّقَ عليهِ شملَهُ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما قُدِّرَ لَهُ»

[[ من كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ جمعَ لَه شملَهُ ]] أي: وكانَت أمورُه المتفرِّقةُ مُجتمِعةً بإذنِ اللهِ، ويسَّر له كلَّ شيءٍ..


قال تعالى "وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا"

التعامل مع الله عز وجل أمن وأمان..! فلا تتغافل عن الاستعانة بالله لا معين لك سواه..، كل الأمور تتغير حين تعظم التوكل على الله { ما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا } 


وسَأخبرُكِ بِشيءٍ مُهِم:

الذِي أؤمِن بهِ هُو أنَّ مرحلة العُزوبية ليَست مَرحلة إصلَاح الشَّعر المُتقَصف، أو البَشرة الدَّاكنة، أو إصلَاح الوَزن الزَّائد فَقط ؛ إنَّما هي أثمَن فُرصة بين يَديكِ لتَصنعي عقلًا مُختلفًا، وشَخصيةً قادرةً علىٰ إنتَاج جِيل حيٍّ نابضٍ بالفَلاح .. 

هي أثمَن فُرصة لتَتعلمي فنَّ صِناعة الإنسَان، وتُلملمي شَتات شَخصيّتك، وترمّمي عيُوبك، وتَصنعي جِيل المُستقبل الوَاعد.

هِي أثمَن فَترة لِصناعَة القَادة، وجِيلًا يَعبُد الله حَق عِبادتِه، ويَسعىٰ سعيًا حَثيثًا للعَمل بِسُنَة المُصطفىٰ، حَتىٰ يكُونوا للأرضِ عُمارًا وإحسانًا لا خَرابًا 

فَكُونِي مُتألقَة بِعقلِك، والبَاقي آتٍ بإذن اللَّه..


المفهوم الحقيقي للنجاح 



توجيه الأهداف نحو التخرج أو طلب العلم الشرعي وغير ذلك لا يخفي كون المفهوم الحقيقي للنجاح هو "النية"، اجعل نية الذب عن دينك وخدمة الإسلام تحدوك في خطواتك، جدد النية في كل مرة على إعمار هذه الأرض بالتقوى والاستقامة والدعوة إلى هذا الدين..! 


لا يخفيك أن نجاحك الحقيقي هو ذاك التحكم في النفس والقدرة بترويضها على خطوات الاستقامة والالتزام فأي نجاح تسمو به إن كنت بعيدا كل البعد عن أمر ربك..!


وأسمى أركان النجاح هو الاستمرار والتمرير، فاستمرارك على طريق الحق وتمريرك للزلات والفتن فلا تجعل في نفسك ثغرا يفتح للشيطان عليك نار الوسواس والفتنة..! 

نسأل الله السداد والتوفيق لنا ولكم..