القائمة الرئيسية

الصفحات

"أسباب رفض التعدد بين الأصول والفروع"





أجد في هذه الصورة تفصيلا كثيرا وتشعبا في تحليل أسباب رفض المرأة للتعدد، لكنها أبعد ما تكون عن أصل الأسباب وهذا بسبب الجهل الكبير بطبيعة المرأة.. 

تعددت أسباب كثيرة في الصورة الموالية،  لكن لا أراها تخرج عن نطاق ثلاثة أسباب  وهي الأصل في رفض المرأة للتعدد :- 

1- الغيرة 

2- الظلم [ التخوف من عدم عدل الزوج مع الزوجات ] 

3- ضعف الوازع الديني 

نعود لما ذُكر، هي بالأصل نتائج لتفاقم الفكر النسوي وتخلله في الأُسر خاصة من المُسلسلات، وما نراه كذلك تغيير الأنماط الفكرية والألفاظ كلفظ الابتزاز وهو بالأصل "نشوز"، وله حكم!

فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح. 

فما يتم تصويره لكِ كامرأة أن لكِ الحق في الابتزاز، لكِ الحق في الحرمان.. إلى غير ذلك.. 

وما ذُكر أيضا ليس متعلقا بالتعدد إطلاقا، بل هو متعلق بمدى تحقق "قوامة" الزوج في أهل بيته! 

فالنقطة (1) = عدم جواز استخدام هذا الأسلوب بإطلاق فهو "نشور" و"عصيان" لطاعة الزوج! 

النقطة (2) و(6) و(7) و(8) و(9) و(10) و(11) و(12) = كلها نقاط تصب في سبب واحد وهو "الغيرة". 

وبالأصل كل الأسباب لا تتجزأ عن الاعتراض على شرع الله وعدم تقبله.

فلا أعلم لمَ تم تقديم هذه التفاصيل بهذا الشكل وكأن طبيعة المرأة معقدة إلى هذا الحد!

فمهما حاولوا القيام بتكبير دائرة الأسباب المعارضة للتعدد فلن يخرجوا من دائرة الأسباب المذكورة أعلاه، إذا تأملنا المسألة بنظرة عامة.. 

وتصنيف الغيرة كسبب لا يعني إسقاط شرع التعدد، فالغيرة غريزة وفطرة والتعدد شرع والمطلوب هو كبح الغريزة لا إسقاط الحكم الشرعي! 

فتقديم الأولويات على الأوهام وهوى النفس، الغيرة خُلقت فطرة بنا ولم نُخلق في وحل الغيرة، والله سبحان وتعالى خلق الإنسان بعقل للتحكم بالغريزة والغيرة غريزة في النفس فلمَ نترك نعمة العقل للتحكم بغيرتنا!

[ وليس المطلوب منكِ التقدم لخطبة زوجك، بل يكفي الخروج من كذبة "أنا أؤمن بشرع الله لكن غيرتي لا تسمح!" ] 

هذه الجملة هي تفسير للماء بالماء!، خضوعك للغيرة والتعالي على قبول الشرع في نفسك هو اعتراض في حد ذاته، ولم يكن كذلك ما بُطل الطلاق في حالة أن زوجك قد تزوج عليكِ!

ونعود ونكرر أن السبب الرئيسي كذلك لما هو مذكور في القائمة يعود على مدى تحقق القوامة، فمن جعل له سلطة وهيمنة في بيته زال النشور والرغبة في الخروج عن الطاعة!

لمَ الخوف من قضية التعدد؟ 

تتصور المرأة بأن التعدد هو "تشريف" فقط وليس "تكليف"، وهذا ما يتم رصده من "النسويات" و"المتدثرات" لشيطنة "التعدد" وتقديمه بصورة عبثية ومظلومية للمرأة! 

التعدد إن كان تشريفا فهو تكليف أيضا، هو مسؤولية يتكلف الرجل فيها، فما يفعله من إنفاق ورعاية وتأديب في بيته الأول فهو مطلوب منه في بيته الثاني والثالث والرابع! 

لأن القضية ليست قضية تعدد فقط بل هي قضية قوامة وتحقيق سلطة. 

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ألا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع، وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته، وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته” 

فلمَ يتم تصوير المظلومية للمرأة؟ وهي من شُرط على زوجها أن يحقق لها الأمان والرعاية والاهتمام بأدق تفاصيلها وتفاصيل أبنائها!، فهل سياق المظلومية يكون في "الغيرة" فقط؟

"التعدد" في النهاية ليس ظلما للمرأة، ومن تراه كذلك فهذا نتيجة الأسباب التي ذكرناها وهي "ضعف الوازع الديني"، فلو تدارست الحقوق والواجبات، والحكمة من التشريعات لسلمت بأمر الله! 

فإن كان التعدد نعمة لكِ أو ابتلاء، ففي الأول لكِ راحة والثاني تصبرين وتحتسبين وما خاب من أحسن الظن بالله وصبر على قضائه وقدره!

حين نتأمل ما رواه الإمام أحمد والترمذي وأبو يعلى والحاكم وابن حبان وعدي عن أنس رضي الله عنه حين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله. وفي لفظ: لا يقال: الله الله. وفي لفظ: لا تقوم الساعة حتى لا يقال لا إله إلا الله. وحتى تمر المرأة بالبعل فينظر إليها فيقول: لقد كان لهذه مرة رجل، وحتى يكون الرجل قيما لخمسين امرأة، وحتى لا تمطر السماء ولا تنبت الأرض".

وكذلك ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل، ويفشو الزنا، ويشرب الخمر، ويذهب الرجال وتبقى النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد." 

لك أن تتخيل حجم الأضرار اللاحقة والنازحة من المجتمعات الغربية، كتفشي الزنا والعلاقات وقطع الأرزاق والانحلال والانحراف! 

قلتُ سابقا ليس عليكِ التقدم والقيام بتزويج زوجكِ، لكن اخرجي من تدليس الفكر النسوي الذي زرع لكِ أن الإيمان بالحكم الشرعي هو متعلق بـ "أنا أؤمن وأصدق" فمُجرد قولكِ أنا لا أقبله على نفسي هو عين الاعتراض على الشرع! 

فتأملوا حالنا وحال من سلمن بالأحكام قبلنا رضوان الله عليهن! 

"كيف أقبل التعدد كأُنثى؟ وأتعايش مع شعور الغيرة" 

اخترتُ موضوع التعدد لأن الغالبية الكبرى من النساء ترفض أي محاولة تقبل وتطبيق لهذا الشرع في بيتها وزوجها.. 

تبدأ خطوتك كمسلمة موحدة : 

1- "اليقين والإيمان":

الإيمان بشرع الله سبحانه وتعالى "التعدد" والإيمان بأن لكل حُكم حِكمة ومن صفات الله عز وجل العدل، فإن آمنت بعدل الله نفيت "الشعور بالظلم" ولم أترك منفذا للشيطان لغرس الشك في نفسي! 

2- "التسليم":

التسليم بقضاء الله وقدره وتذكري أن أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن مررن بشعور "التعدد" مع أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم فما لنا نعترض نحن؟ وشتان بيننا وبينهن وشتان بين أزواجنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم! 

فإن التسليم واليقين طريق أولي لنسف الشك أو القنوط من رحمة الله والوقوع في ما لا يُحمد عُقباه! 

3- "أقل الضررين":

 اجلسي مع نفسك بعيدا عن التوتر والشعور بالغيرة والغضب واسألي نفسك [ لو نظرنا الآن إلى مسألة الدوام والاستمرار في الحياة الزوجية، أو الطلاق والفراق، أيهما أقل خسارة؟ ] ، إن فكرتِ بضوابط عقلية بعيدا عن العاطفة فستقولين قطعا الدوام والاستمرار في الزواج! فمشاكل الطلاق أكبر وأعظم!

4- "احتسبي الأجر":

تأملي ما عند الله من أجر في الصبر والاحتساب، خاصة عندما يكون الأمر ضد مراد النفس وهواها سنجد أن الأمر يستحق التضحية..! وأن ما أعده الله للصابرين لا ينبغي أن يفوت تحت أي ظرف من الظروف! { وبشر الصابرين } فتذكري البشرى ليهون في نفسك أي شعور آخر لا يليق بكِ..

5- "أنا أنثى قوية":

طلبك للطلاق والفراق ليس إلا هروبا من المواجهة..!  وضعف في الشخصية فهل تريدين أن تكوني كذلك؟ المرأة القوية لا تنهزم أمام امرأة أخرى فتستحوذ على قلب زوجها! واجهي الأمر بشجاعة وقفي بجوار زوجك وحافظي على مكانتك فسيكون كل شيء في صالحك، وستكونين أقدر على مواجهة التحديات، والقضاء على جميع المشكلات..! لأنك ما زلت في الميدان، ولم تسمحي لغيرك أن يدافع، أو يقاوم نيابة عنك إن طلب الطلاق معناه الهزيمة، والانسحاب من معركة الأصل أنك فيها صاحبة القدر الأكبر من عوامل النصر حيث العشرة القديمة الطويلة فكل شيء معك، فإياك ثم إياك أن تتخاذلي، أو تضعفي، أو تهربي! استعيني بالله! وأكثري من الدعاء والإلحاح بأن يربط على قلبك ويُبدل شعور الغيرة سعادة وراحة!

6- "الغيرة":

الغيرة في الأصل هي : انفعالٌ وجداني فتفكري هل أنا الأصل في الوجدان أم أن الوجدان أصل بي؟، شعوري بالغيرة جزء مني وليس كلي! أنا من أضبط مشاعري وليست هي من تضبطني!، فالذكيةُ مَن تحوِّل هذا الانفعال الوجداني لصالحها فتترجمَ هذه الغيرة لأفعال تُثبِّت الحبَّ وتنمِّي العَلاقة الزوجية لا أن تَهدِمها..! وذلك مِن خلال السيطرة على الانفعالات وتحويل الغضب في الاتجاه الإيجابي بحيث لا يضر النفس ولا الآخرين، وأهم أمر تذكري قاعدة [[[ الرجل إذا تزوج فإنه يريد الراحة معكِ أكثر من إظهار الغيرة منكِ ]]] 


7- "الطاعة تُطفئ نار الغيرة":

عليكِ بطاعة الله في السرِّ والعلَن والإكثار مِنَ الدعاء بالتوفيق والتيسير والفتح كما أنَّ من أهم الأمور التي تشغلكِ عن الغيرة والتفكير في هذه الأمور هو شَغْل وقت الفراغ بما ينفعكِ..!

8- "التعدد أم الزنا؟":

إذا تعقلتِ وفكرتِ في هذه النقطة إما زواج آخر بالحلال أو الزنا، مشاعرك ستقول الثانية لكنني قلت تعقلتِ وفكرتِ أي استخدمي العقل، اعلمي أن زنا زوجك لن يُكسبه سيئات له فقط، بل سيُهدم بيتُك، ويُقطع رزقك فإن الذنوب حواجز للطاعات والخير! فلا تعتقدي أبدا أن زنا زوجك لن يُطيلك أو يُصيب علاقتكِ به! فمرة أخرى "تفكري".

9- "آخر النصيحة":

استثمري حياتكِ فإن توسع بعد النظر عندك رأيتِ أن الحياة ليست متعلقة بغيرتك على زوجك فقط!، زوجك له حق عليكِ، أطفالكِ لهم حق عليكِ، نفسكِ لها حق عليكِ!، فاهتمي ببيتك، والجئي لقراءة القرآن الكريم، ولا تعتقدي أن الأمر مصيبة، فهو ليس كذلك أبدا وما كتب الله لكِ شيئا إلا وقد جعل فيه خيرا لكِ، واسألي الله أن تكون الزوجة الثانية أختا لكِ وسندا في يوم من الأيام فهذا لراحة بالك وكسب ود زوجك فلا تضيعي نفسك ولا بيتك فقط من أجل شعور يذهب بالتعايش والتعود عليه مع مرور الزمن.. 

[ الكلام للزوجة الثانية أيضا وشعورها اتجاه الزوجة الأولى ]

اقتباس من الدكتورة ليلى

"إن محاولة شيطنة التعدد ستدمر النساء قبل أن تؤذي الرجال، وهي للأسف خطة تسير بالتوازي مع مشاريع الغرب في إفساد المجتمعات المسلمة باستهداف المرأة، تركز على القشور وتهمل اللبّ، والأصل في المرأة الواعية أن لا تحرم نفسها خيرا كتبه الله لعباده، وتعالج قضية الغيرة تماما كما عالجتها خيرة نساء هذه الأمة، أمهات المؤمنين والصحابيات، رضي الله عنهن. فهو أمر يعالج ولا يليق أن يكون سببا للتعاسة في حياة تحمل الكثير من البشريات.

والأمر الأكيد أن تجاوز عقبة الغيرة سيجعل من حياتك مملكة من السعادة والجمال ولتحقيق ذلك، كفّي عن التفكير فيما يفعله زوجك في غيابه، فكري في نفسك في عباداتك في قربك من الله جل جلاله، سابقي لجنة عرضها كعرض السماوات والأرض وادعي الله أن يعين زوجك على تحمل المسؤولية وأدائها بحقها، لديك فرصة لنفسك، تلك الأوقات ثمينة جدا، استثمريها لآخرتك، ستكونين ممتنة جدا لكل لحظة تقربك من الله جل جلاله!

واعلمي أن كسب قلب الزوج يحقق الكثير من السعادة لكل عاقلة، وذلك سبيل المؤمنات ..، فإياك أن تهدمي مملكتك بغيرة غير مبررة وظلم وبغي، بل عيشي حلالك كاملا، ولا تُبالي بما يقال، إنما بموقعك أمام الله جل جلاله، أمة لله مستقيمة كما أمر سبحانه. تؤدي حق زوجها بلا منّ ولا أذى، قدوتك نساء السلف الصالح، والله سيكفيك كل غم وهم وحزن وظلم إن وقع."

كيف تتعاملين مع التعدد ؟

تعاملي مع "التعدد" كعبادة لله أولا، وطاعة لزوجكِ ثانيا، فلا تتسلقي أسوار الجدال حول أحقية زوجك بهذا الشرع أم لا، اصبري واحتسبي الأجر ثم امضي، وتيقني من أن لكِ حق في هذا الشرع ألا وهو المطالبة "بحقك في العدل" فلا تتنازلي عن حقك ولا تعتدي على حقوق زوجك وسلمي بواجباتكِ له من الطاعة والعشرة الحسنة.. 

آخر الكلام..

إن الموجز المُختصر الذي يجب أن تُعد له النفوس للتسليم به يقينا في أمر التعدد هو أنه شرع مُتكامل من مقاصد وشروط وغايات، بين قدرة الرجل وقوامته وعدله وتسليم المرأة بأمر ربها وطاعتها لزوجها.