القائمة الرئيسية

الصفحات

[ فقه الأولويات "بين الزواج والدراسة / العمل أيهم أولى" ]


 نص الاستشارة :

" أنا أدرس طب بشري مازلت في بداية المسيرة ودائما أراكِ تكتبين عن قرار المرأة في بيتها ومن هذه المواضيع، وبصراحة انا مقتنعة بالقرار وأمنيتي القرار في بيتي لكن الظروف والمجتمع يجبرك على استكمال الدراسة والعمل، وأيضا حرام نتعب كل هذه السنين وبعدها أجلس في البيت الأمر موجع في النهاية مهما كان؛ وأكيد أنا لن أعمل في التخصصات التي فيها رجال واختلاط كباطنة الأطفال وهكذا، لكن الآن أي شخص سلفي يتقدم لا يريد أن أعمل، مع أن عمل الأطفال ليس متعب وبالنسبة لي لن أقصر في بيتي وإذا وجدت عملي يلهيني سأتوقف وأهتم ببيتي. 
فهل أستمر في رفضهم أم أتنازل عن فكرة العمل أم ماذا أفعل؟ ". انتهى 


عندما يقع المرء في حيرة بين كفتي المسألة عليه بالعودة إلى أصل الشريعة الإسلامية وعمل السلف، فيتأمل "فقه الأولويات" ويرتب أفكاره بين الواجب والمباح وبذلك تتضح الصورة في عقله ويرى النهج السليم على بعد خطوات فقط عليك بالتركيز والتخلي عن الشتات الحاصل والتجرد من العواطف بشكل كامل!


الأمر لا يحتاج حيرة بقدر ما يحتاج إلى وعي، نحن في عصر الفتنة من كل جانب فلا تكاد تخطو إلا وتقابلك الفتن ما ظهر منها وما بطن! فما العمل؟ 


1- " تأمل الحديث..!" 


قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح: «يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.» 


فهذا الحديث قد جعل اقترانا بين الزواج والاستطاعة وهو واجب على كلا الجنسين، فلا حجة للفتاة بتأجيل زواجها إن وجدت من ترضى دينه وخلقه وهذا بنص الحديث الصحيح للرسول صلى الله عليه وسلم، ومن تأمل حال الوقت وحال الناس اليوم يتضح له أن الواجب البدار بالزواج إذا تيسر، أصبحنا في زمن الغربة بين الصالحين والصالحات وزمن الغربة بالفتنة التي لم تترك شرارتها مكانا إلا وأحرقته! ولم يعد القاضبين على دينهم إلا قلة..! فالفتاة متى ما وجدت الرجل الصالح لا تضيع الأمر من يدها وتوقع نفسها فيما ستحاسب عليه يوم الدين!


فعليك أن تتقي الله وأن تحرصي على سلامة دينك وسلامة عفتك وسمعتك..


فلا تعطلي زواجك أبدا لأجل دراستك أو لأجل التصورات المستقبلية للعمل فلكل أولوية والزواج وعفة الفرج وعفة النظر وحصول الأولاد لهم الأولوية الأكبر..! 


2- دائما ما كنت أصطدم باقتباسات وآراء لفتيات فيما يخص عمل المرأة سأقوم بإيرادها.. 


تقول ابتسام – امرأة عاملة - " بناء على تجربتي في العمل أعتقد أنه يتسبب في تأخر سن الزواج بالفعل لا لأجل الأمور المالية التي يتطرق إليها الكثيرون، لكن لأجل بعض النقاط الحسية الأخرى، فعمل الفتاة يفقد بعضهن الحياء وذلك عندما تتعامل مع رجال حتى لو في إطار شرعي، كما إن الفتاة العاملة قد ترى بعض الرجال من حولها يأخذ راتباً كبيراً ويمتلك سيارة جميلة، وزوجته تعيش في مستوى جيد، فتقارن بينه وبين أي شاب يتقدم لخطبتها، فيتأخر زواجها كثيراً، والأسوأ أن بعض الرجال يعتقدون أن الفتاة التي خرجت لسوق العمل خاصة في مجال الشركات التجارية وما شابه ليست بريئة وعلى فطرتها، وعندما تدخل الفتاة في دوامة العمل وتسرقها السنوات وتنسى الزواج وتفيق فجأة تجد نفسها على مشارف الثلاثين وقد فاتها قطار الزواج".


__


ولهذا نذكر دائما الأولويات فوالله ما إن تصلين إلى الثلاثين إلا وتأخذين تلك الصفعة التي ترشدك وتعيد بك إلى السنوات السابقة مع تآكل قلبك بالندم والتحسر على ما مضى!


3- "والمجتمع يجبرك على استكمال الدراسة والعمل"

ومن هنا نذكر "المجتمع"، وهذا المعيار مما ولد في أمتنا الانهزامية والتراجع هو إعطاء "رأي المجتمع" معيار الفصل والنظر!


حين تمر السنوات وتمر الساعات والأيام وأجد نفسي بلا أسرة لن يكون رأي المجتمع حلا لي في هذه الأزمة!، بل يضربني عرض الحائط مثلما ضرب غيري بعد أن أودع فيهم ضرورة العمل والدراسة وليس هذا في ديننا من شيء!


فلتكن المسلمة على يقين بأنه لا مرجعية لها في الحياة الدنيا سوى الكتاب والسنة!، فعودي إلى نص أمر من قال لكِ (وقرن في بيوتكن) فلابد من معرفة مقاصد أمر النساء بالقرار في البيوت هو صيانتهن وحفظ عفتهن، وخذي بأمر من قال لكِ " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " وكوني ممن أطاع وليس ممن سمع وعصى وتسبب في الفتنة! 


ومن هذا نضع اقتباسا من كلام د.زينب حيث قالت : "خروج المرأة إلى العمل من الأسباب الرئيسية التي تسببت في ارتفاع معدلات تأخر الزواج في عالمنا العربي والإسلامي وذلك لعدة أسباب:


1-المفهوم الخاطئ للزواج بأنه أصبح مجرد ارتباط يشبع الناحية العاطفية فقط بين الزوجين، وعدم تفهم دور الزواج وتأثيره الخطير في تكوين المجتمعات الصالحة.

2-المفاهيم المغلوطة التي تقتنع بها بعض الفتيات أن العمل هو الوسيلة العظمى لتحقيق الذات، والاستقلالية، وبناء الشخصية ، وتكوين المال الخاص، وهذا مفهوم قائم على الأنانية، فيجب أن تدرك الفتيات أن نجاحها وإثباتها لذاتها يأتي من خلال نجاحها في تكوين أسرة مسلمة، ومن تربيتها لأبنائها التربية الصالحة فهم الأجيال القادمة اللذين سيتحملون أعباء النصر.


3-تطالب بعض الفتيات الشاب المتقدم لخطبتها أو حتى زوجها بعد ارتباطهما بالماديات الباهظة، أو الإنفاق الجيد عليها، وألا يقل مستوى معيشتها عما كانت عليه في بيت أبيها، وذلك مبني على الشرع الذي يكلف الرجل بالإنفاق، فكيف تنفذ المرأة شرع الله من جانب وتركه من جانب آخر، الذي جعل من حق الرجل أن تكون زوجته بجانبه في البيت ترعاه وترعى أبناءها لقوله صلى الله عليه وسلم " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله و مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها" رواه البخاري.

 

وبالتالي فقد تسبب عمل الفتاة في تفويت الفرص على الشباب المطلوب منه السعي على الرزق والزواج والإنفاق على أسرته ، فنجد مع تكاليف الزواج الباهظة أن هناك الكثير من الشباب بدون عمل، وبالتالي فكرة الزواج عنده تكون بعيدة جداً وصعبة المنال، وللأسف تزداد المشكلة تعقيداً عندما نجد بعض الفتيات لا يضعن فكرة الزواج في قائمة الأهداف المطلوب تحقيقها، وينسين أنها فطرة وضعها الله في الرجل والمرأة.


وهناك بعض الأسباب غير المقنعة التي ترددها الفتيات عند خروجهن للعمل منها أنها لن تجلس في البيت في انتظار من يتقدم لخطبتها وعليها أن تشغل وقتها حتى ذلك، وهنا فليس شرطاً أن تشغل وقتها بالعمل، بل عليها أن تدرس القرآن الكريم، أو تلتحق بإحدى المعاهد التي تدرس العلوم الشرعية، وأخريات يقتنعن أنهن يجب أن يكون لديهن دخل خاص وذلك تحسباً لعدم الزواج، وهنا فيجب عليهن الأخذ بالأسباب حتى لا تعطل هدفها النبيل في الزواج بمزاحمة الرجال في العمل والزواج كالرزق بيد الله عز وجل، وإذا لم يحدث فالله عز وجل يقول: " وَلْيَسْتَعْفِفْ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ".


4- "حرام نتعب كل هذه السنين وبعدها أجلس في البيت الأمر موجع في النهاية مهما كان" 


نعود إلى الأصل وهو قرار المرأة في بيتها ورعايتها لشؤون زوجها وأولادها لقوله جل وعلا: { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } {الأحزاب: 33}، ومن تركت هذا لوجه الله فاتقت الله في نفسها وفي بيتها فوالله ليس من زوال النعمة بل هو عين النعمة ومن باب حفظ الأولويات من البيت والزوج والأطفال، فلو تعود المرأة وتتأمل نصوص الشرع ووصية سيد الأنام صلوات الله عليه للزوجة على زوجها فجعله حنتها ونارها لكفتها في البحث عن الرضى أينما حل والله المستعان..! فروى أحمد عن الحصين بن محصن: أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة ففرغت من حاجتها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أذات زوج أنت؟ قالت: نعم، قال: كيف أنت له؟ قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، قال: فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك. 


وقال صلى الله عليه وسلم : لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. 


فالحرام الصريح هو حرمان النفس بما هو واجب ليحصل عفافها واستعفافها! والحرام الصريح هو تحميل النفس كلفة فوق كلفتها والخروج عليها ضد فطرتها فهذا عين السوء!

5- "وأكيد أنا لن أعمل في التخصصات التي فيها رجال واختلاط كباطنة الأطفال وهكذا" 


الإشكال ليس في الاختلاط العملي فقط، الاختلاط موجود في الشارع والمحطات فلا نغطي الشمس بالغربال ونحصر الاختلاط في الجزء العملي فقط! 


والإشكال الآخر بالنسبة لمسؤولية الزواج، نحن لا ندعي أن العمل يشغل المرأة عن بيتها هباء منثورا فوالله لا تكاد تجدين فتاة عملت وهي متزوجة إلا وندمت! 


فمن الأبعاد اليقينية لعمل المرأة، أن لا ننتظر أن تُكون تلك العائلة بثلاثة أفراد ( الزوجة ، الزوج ، الأبناء ) 


فإن لم تتلوث القاعدة الفكرية لدى المرأة بالأفكار النسوية، و كذلك لم يصبها التكبر و التمنن على زوجها، فلن تكون زوجة حقيقية أيضا، الإنسان فُطر على جنس واحد بفضائله و محاسنه و مقدرته، فهل يستيطع التعايش مع الازدواجية بشكل طبيعي؟، لن يفعل، لأن الله سبحانه وتعالى جعل الجنس من خانتين لكل منهما وظائف انعكاسية لتحصيل التكامل في الأسرة، فالرجل عمله خارجا والمرأة داخل البيت..، والكلام هنا لا يعني الطعن لكن هذا من ملحقات العمل شئنا أم أبينا ولن يعرض عن تصديقه إلا جاهل بالواقع الحالي..


وكثير من النساء ترى أن الحديث في هذا الموضوع ظلم لهن، وتنظر إلى هذه القضية بالبعد الحالي..، ليس شرط أن تشعري الآن بسلبيات و مخالفات عمل المرأة التي نتحدث عنها، ستعتقدين يقينا بأن لك القدرة على التوفيق بين العمل والبيت لكن والله لن تستطيعي، الأمر بالتدرج ولن تكذب عليكِ أي امرأة كانت تعدت سن الثلاثين و تقول أنها مرتاحة و ليست نادمة على اختيارها للعمل بدل الزواج، ستمرين بمرحلة "الانخلاع الذاتي" ستعيشين في ازدواجية المعايير بين الداخل و الخارج، ستكونين أنثى في البيت و رجلا في العمل، لن يطول الأمر و تدخلي ساحة "التجريد الجنسي" كثرة الاحتكاك بالجنس الآخر تولد فيكِ ميلا نفسيا، ستتانسين أنوثتك، شعورك الدائم بالمسؤولية سيعطيك بعدا آخر في شخصيتك، ستشعرين أنكِ رجل بمسؤوليات عدة واجبة عليكِ [ وفي الأصل هي ليست كذلك ]، وفي آخر عمرك ستشعرين بتأنيب الضمير والعودة إلى الإنصات لفطرتك.. 


فطرتكِ التي تقول: 

✓ عملكِ في بيتك

✓ مسؤولياتك في بيتك 

✓ حققي ذاتك في بيتك 

✓ تريدين رؤية الفخر انظري إلى عيني زوجك 

فليس عليكِ الخروج لتحقيق كل هذا بيتُكِ أولى بكِ.. 


ولا نفوت الفرصة في عدم ذكر هذا المنشور المترجم لربة منزل أمريكية تتكلم فيه عن سعادتها بتوقفها عن العمل منذ مدة طويلة والتفرغ للعناية بزوجها وأطفالها مثل الأسر التقليدية، مررت على العديد من التعليقات التي وافقت هذا المنشور رغبة في ترك الوظيفة لكن دون قدرة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، مشيرين إلى الفرق بين اقتصاد الخمسينات والاقتصاد الحالي، لقد قوّض النظام الاقتصادي الغربي حتى فرص المرأة الغربية في التراجع لطبيعتها في عمل ما تحب وتتفوق به عن جدارة. 


أما نحن في عالمنا الإسلامي فما زالت بعض الأخوات المسلمات هداهن الله يهمهن تلك السعادة في تحقيق الذات والطموح في الخروج من المنزل للعمل غير مضطرات لساعات طويلة؛ بسبب ما تجمّله النسوية في عمل الوظائف وتستصغره في عمل المنزل وتربية الأطفال. 


(أحب أن كوني ربة منزل كما كنّ النساء في الخمسينيات) 


"أنا زوجة وأم لأربعة أطفال، اعتدت أن أكون مساعدة قانونية وكنت أحاول أن أصبح محامية، لكن عندما ارتبطت بزوجي أخبرني إذا لم أرغب في العمل، فلا داعي لذلك، في بداية علاقتنا واظبت على العمل ولكن مع مرور السنين أدركت أنني بائسة، في عام 2013 توقفت عن العمل نهائيا، في عام 2015، رزقنا بتوأم وانتهى بي الأمر أن أكون أما في المنزل، لم أكن أسعد بهذا الوقت من أي وقت مضى في حياتي كلها، أستمتع بالتواجد مع أطفالي كل يوم، أستمتع برعاية زوجي والتأكد من أنه سعيد ويتغذى، أحرص على أن يكون المنزل نظيفًا كل يوم له ولأطفالنا، مجرد نظرة الامتنان التي أراها في أعينهم جميعا والتقدير الذي أحصل عليه منهم يملأني كما لم تفعله أي مهنة على الإطلاق، لدينا زواج تقليدي للغاية وقد قيلت لي أشياء مثل أنه تم غسل دماغي وأن زوجي يتحكم بي، لكنني لا أرى الأمر بهذه الطريقة على الإطلاق، لقد كنا معًا لمدة 12 عامًا ونعيش معًا حياة سعيدة للغاية، أعتقد حقًا أن هذه السعادة بسبب طريقتنا التقليدية في العيش، وقبل أن يفكر أي شخص بأن لدينا مال كثير ولذلك باستطاعتي البقاء في المنزل، فهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، زوجي جندي قديم معاق ودخلنا الوحيد في الوقت الحالي هو معاشنا التقاعدي، لكن الطريقة التي أرى بها ما أقدمه لزوجي هي أنه حارب من أجل بلدنا، وفقد أصدقاء له في الخارج، وفعل ورأى أشياء لا أستطيع حتى تخيلها، لذا فإن أقل ما يمكنني فعله هو تنظيف منزلنا، وعمل شطيرة له عندما يطلب ذلك، والتأكد من أن ملابسه جاهزة له في الصباح، إنه يتأكد من أن لدينا منزلًا لطيفًا وطعامًا في بطوننا ويهتم بأي مشاكل قد تطرأ علينا، أنا حقًا لا أعرف ماذا سأفعل إذا فقدته، إنه كل شيء بالنسبة لي وأنا سعيدة للغاية لأنني تزوجته."


وفي هذا الأمر أريد إضافة نقطة في الرد على من قال أن عمل المرأة يُكوِّن شخصيتها و إلغاؤه هو إلغاء لشخصيتها..


أولا : ما مقومات الشخصية في علم الاجتماع و علم النفس؟

الشخصية في علم الاجتماع ليست قائمة على الاكتساب الخارجي فقط! 

فتحديد هؤلاء للشخصية و ربطها بالمهارات الخارجية خاطئ ، شخصية الفرد هي عبارة عن مقومات فطرية أولا و استعدادات داخلية مركزية..

من أهم التعريفات التي أراها مناسبة تعريف ألبرت حيث قال بأن الشخصية هي

 تنظيم ديناميكي في نفس الفرد لتلك الاستعدادات النفسية الجسمية التي تحدد طريقته الخاصة في التكييف و التوافق مع البيئة..

فهل استعدادات المرأة الجسمية والنفسية تسمح لها بمزاحمة الرجال في أعمالهم ؟ 

و هل هذه الميولات الفطرية تدعو إلى خروج المرأة من شخصيتها الطبيعية إلى شخصية عملية قائمة على المكتسبات الخارجية؟ 

الميول الحقيقي للمرأة ليس في العمل ميولها في بيتها و هذا لا ينفي أبدا شخصيتها ولا يلغيها حتى لأن طبيعتها هكذا و كل الدوافع و الميولات الغرائزية و البيولوجية لا تدعوها للمزاحمة.. 

و بنفس السياق لو أن المرأة لا تريد العمل فهل هنا إلغاؤها لشخصيتها يكون بيدها؟ 

تحديد الميول و بذل الطاقة في القيام عليه و تطويره هذا يُعتبر هدف فهل يمكن أن تلغي هذا الهدف فقط لأنه يخالف المرجعية الخاطئة في مفهوم الشخصية عند (( البعض )) ! 

و كذلك لو وضعنا وجوب اكتساب الخبرة و الاكتساب الخارجي بشكل عام هذا ليس دافعا للعمل فالاكتساب ليس قائما على العلاقات الخارجية في مكان العمل بل الاكتساب يكون من أبسط الأمر حتى علاقة الأم بطفلها عبارة عن اكتساب و غيرها كثير فالاحجتاج بالعلاقة الطردية بين عمل المرأة شخصيتها حجة باطلة و واهية.


" آخر النصيحة.." 


لا ترفضي من تقدم إليك واجتمعت فيه مواصفات الرجل الصالح من الدين والخلق، الدراسة لن تستمر معك طول العمر، شهادتك لن تعطيك شعور الأمومة، لن تغرس فيك شعور الطاعة، كل هذه المقومات هي مقومات غربية فقط، ليست من إسلامنا في شيء، ما تعلمتيه علميه لأطفالك هم أولى بك، وإن أردت شيء تشغلين به نفسك في بيتك فوالله لن يكون أفضل من اكتساب العلم الشرعي وتعلم ما فرض عينا على كل مسلم ومسلمة، أما تأخير الزواج بحجة الدراسة والعمل ليست إلا أفكارا شيطانية قد غرست في مجتمعنا..، وكونك تزوجت لا ينفي فائدتك أبدا، اجعلي بيتك بؤرة صلاح وبؤرة تولد لجيل قائم على الشريعة الاسلامية تزرعين فيه المبادئ الدينية والأخلاق وتجعلين منه ثغرا من ثغور هذه الأمة فلا تستهينوا بعظمة القرار في البيت ونعمة الإنجاب والتربية فوالله إنها أشرف الأعمال وأعظم تيار للإصلاح في وسط هذا الفساد..! 


فسيروا على نهج أمهات المؤمنين والصحابيات  والصالحات من صدر الإسلام..، ونسأل الله أن يقر أعين جميع المسلمين والمسلمات، ولا تفرطوا في أماناتكم.