القائمة الرئيسية

الصفحات

النسوية.. رداء الحقوق ولب العنصرية..!



 تحرير مفاهيم الاقتباس التالي: 


حيث تقول روتينبيرغ “أن النسوية النيوليبرالية تشجع النساء على الالتفات لهمومهن الفردية وطموحاتهن لتثبيت مكانتها في السوق برعاية الرأسمالية النيوليبرالية التي تتبنى خطاباً إقصائيا يتفاخر بأنه لا يأبه لمصير سوى النساء الأرستقراطيات، في صورة تعيدنا إلى ما قبل قيام الموجة الأولى من الحركة النسوية، حيث كانت تصبّ المكتسبات في مصلحة البيض والطبقات الاجتماعية الميسورة والمعيارية الغيرية وأجندات المحافظين الجدد”


من هنا يفهم المرء العاقل وجه الخطاب النسوي الحقيقي وتوجه الحملات النسوية الداعية "لتمكين المرأة" في سوق العمل والتي تضع سياسات النيوليبرالية في (( قالب أخلاقي محبّب )) وتعمل على تدجين المرأة بحيث تمتنع عن مناهضة التمييز المجتمعي والالتفات "للحرب مع مخاوفها" إذ ينبغي عليها الاعتماد على ذاتها وحسب..! لتحصيل حقوقها.. 


فكل ما في الأمر هو محاولة "دغدغة المشاعر بالفكر السطحي النسوي.." 


فالشعارات الرنانة للنسوية بشكل دائم نحو الدعوة إلى الدفاع عن حقوق المرأة والاضطهاد والتنديد بالتعددية الثقافية والاشتراكية العلمية والعملية، كلها شعارات لا تقوم إلا على "القاعدة المادية"، تتصبغ النسوية بما يخدم مصالحها الاقتصادية والسياسية فقط، وأكبر دليل على هذا الأمر فيما يدعو خطاب النسوية لتحرير النساء وتمكينهنّ..!


 يغفل في الآن ذاته إلى حد اليوم وهذه الساعة عن شرائح من مختلف طبقات المجتمع من السود والمضطهدين والمشردين والمسحوقين في العالم الثالث..! 


 إذ تنعم النساء الأرستقراطيات بخيرات سحاب الحركة النسوية بعيداً عن مآسي عالم نساء الطبقة العاملة، وبهذا ترتقي هذه الأخيرة على السلم الوظيفي وتشغل مناصب عليا في ميزان تقابل هذه الكفة كفة النساء المنكسرات والمهمشات تنظر إليهن بنظرة حسرة وفقدان أمل!


العنصرية النسوية اتجاه الأمهات..! 


لم تقف المكافحة النسوية على أسطر عنصرية الجلد..!، بل تجاوزت ذاك الحد وغرقت تحت راية الظلام أكثر وأكثر حيث قامت باستبعاد الأمهات من نطاقها..! 


 قالت سيمون دو بوفوار إحدى أبرز المفكرات النسويات الأكثر تأثيراً في عصرها: "أنّ المرأة التي تنجب طفلاً مضطهدةٌ لنفسها".


ظهر تطرف النسوية جليا في الفروقات الاجتماعية والعاطفية، تتعاطف النسوية وتشنع الشرع بحجة اضطهاد النساء، تحارب التعدد بناء على ضرر مشاعر الزوجة الأولى حسب زعمها، وهل مشاعر الألم في قلوب النساء ممن لم يتزوجن، ولم يتشربن عاطفة الأمومة، أعظم أمانيهن أن يكن أمهات، أقل من مشاعر الزوجة الأولى! بل عقلا هي أشد! 


ويظهر تناقض هدى الشعراوي رائدة الحركة النسوية عندما كانت أشد المحاربين لزواج ابنها من المطربة فاطمة بسبب الفروقات الاجتماعية واستخدمت نفوذها لتهديدها ومحاولة التأثير سلبا على قضية إثبات نسب حفيدتها لعائلة الشعراوي.


فالحاصل الحقيقي أن النسوية لا تقوم على المطالبة بالحقوق بل في حقيقتها هي جملة من الكينونات السلبية المتصفة بالعنصرية وحب التملك والأنانية والأثرة التي لا تصدر إلا من مضطرب! 


النسوية المناهضة للعنصرية والنسوية العنصرية في السياق الواحد..! 


تتطرق النسويات عموما بالدعوة إلى كبح أشكال العنف والعنصرية ضد النساء والدعوة إلى المساواة وهذا الظاهر من الكتاب..!


أما أوراقه قد طُويت على كل أشكال العنصرية من النساء ضد النساء ولنا في فلسطين وكندا مثال! فثمة العديد من أوجه الشبه بين هنا وهناك من ناحية السياق التاريخي، فكندا دولة استعمارية استيطانية عنصرية مما اتفقت فيه مع الكيان الصهبوني، فقامت هذه الأخيرة بمعاداة السكان الاصلانيين (الهنود الحمر المعروفين باسم شعب أبورجينال) وسلبهم تماما مثل ما فعل الكيان..!


"النظام الأثنوقراطي العنصري" هو العنوان الرئيسي الذي يختزل الوضعية الحالية والقبلية بين هؤلاء وهؤلاء..، فما تصطدم به النسويات الفلسطينيات ظواهر عنصرية داخل الحركة النسوية الإسرائيلية ، ونرى هذا جليا في العنصرية الكندية ضد شعب أبورجينال وضد النساء الأصلانيات..! 


فهذه معضلة الأضداد تواجه الفكر النسوي، فكيف سيكون حلها يا ترى!؟


"الحركة النسوية" كفكر بموجاته الأربعة كلما تعمقت زادت الأمر سوءا لازالت حالات العنف والاغتصاب والقتل في ارتفاع مطلق وهذا الفكر يجول بين النسبية في متطلباته، والعنصرية في مقوماته، والانعكاسية في آرائه، كمثال من هذا كانت إحدى سمات الحركة النسوية الثالثة التي حيرت أمهات الحركة النسوية السابقة، هي إعادة اختيار النسويات الشابات لأحمر الشفاة والكعب العالي والملابس التي تكشف أجزاءً واسعةً من الجسم، بعد أن تم اعتبار هذا النمط من اللباس في الحركات النسوية السابقة، شكل من أشكال تشييء المرأة واعتبارها متعةً للنظر لا أكثر، هذا في كفة ومحارته للفطرة وانتكاستها في كفة أخرى، فمتى سيستمر الترقيع النسوي ومتى تُرفع راية الاستسلام..!