القائمة الرئيسية

الصفحات



بعد تداول الكثير من الآراء حول قضايا الزواج ( كالقائمة، السن المحدد للزواج، الزواج من بكر أم لا..) 


قررت أن أكتب هذا المقال إن شاء الله لتحديد عدة نقاط بعنوان رئيسي و تفاصيل.. 


1- ما مفهوم الزواج ؟ 


الزواج هو الميثاق الشرعي الجامع بين الرجل و المرأة، الزواج ليس وثيقة بنكية ، ليس التوقيع على سندات و تعهدات قانونية، الزواج رباط بينك و بين شريكك الآخر قائم على الأمور الشرعية أولا، و المفاتيح النفسية و القبول ثانيا، ثم يأتي (( المقدور )) عليه من الأمور المادية..


و قد قلت ( المقدور عليه ) ، من تقدم لخطبتك ليس استثمارا لكِ! 

لم يتقدم على طلب فتح مشروع مالي ، ولا على تأمين ما جهزه من ماله الخاص بوثيقة قانونية يربطها بيده على عنقه! 


هذا الشاب إذا تقدم فقد تقدم ليعف نفسه و يستعفف.. 

هذا الشاب لا يريد الاقتراب من الحرام فاختاركِ أنت ليدخلك إلى قفص الحلال.. 


هذا الشاب في الأصل يريد إنقاذ نفسه و إنقاذكِ معه! 


[ جزء بخصوص الرد على موضوع القائمة ] 


"فالخلاصة" 


الزواج لغةً: هو اقتران أحد الشيئين بالآخر، وازدواجهما = صار كل منهما زوجًا للآخر بعد أن كان كل واحدًا منهما فردًا.


الزواج اصطلاحا : هو ما يطلق على العقد الذي يعطي لكل واحد من الزوجين حق الاستمتاع بالآخر على الوجه المشروع


2- ما معايير نجاح الزواج؟ 


أ/ الاختيار الصحيح : 


و قد ذكر الرسول صلى الله عليه و سلم شروط الاختيار لكلا الطرفين.. 


✓ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، وجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) 


√ قَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: " وَفِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ لِمَالِكٍ فَإِنَّهُ يَقُولُ: لَا يُرَاعَى فِي الْكَفَاءَةِ إِلَّا الدِّينَ وَحْدَهُ " انتهى من " مرقاة المفاتيح " (5/ 2047) 


√ وقال رجل للحسن: " قد خطب ابنتي جماعة فمن أُزَوِّجُهَا؟ قَالَ: مِمَّنْ يَتَّقِي اللَّهَ ، فَإِنْ أَحَبَّهَا أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها " انتهى من "إحياء علوم الدين" (2/ 41) .


و تذكري إذا أخترتِ شريكًا يخاف الله لن تضطري لمراقبته أو الخوف منه، لأنه يراقب الله في حركاته وسكناته، سره وجهره، فهو أبعدُ عن ظُلمكِ أو أذاكِ "من يخشى الله لا خوف منه ولا خوف معه."


فالمعايير ثابتة مطلقة الحكم و على الإنسان السعي في كلاهما و الله الموفق لكل خير.. 


ب/ تحديد مقاصد الزواج : 


في مرحلة التقدم للخطبة أول أمر يجب أن يُسئل للطرفين ما رغبتكِ من هذا الزواج؟ 


تحديد الرغبة المشتركة مهم جدا ، الإفصاح عن رغباتك في الرؤية الشرعية مهم جدا، بهذا السؤال يمكنك التفريق بين الفكر الفطري أو النسوي ، يمكنك تحديد القاعدة الأساسية و القواعد لبناء أسس الزواج الصحيح.. 


افصح عن رغبتك في عدم العمل، افصحي عن رغباتكِ أيضا لكن لا تسقطي تلك الرغبات على الأحلام الوردية التي تنسقها لكِ النسويات! 


الإفصاح من البداية يمثل نسبة كبيرة من النجاح في العلاقة الزوجية مستقبلا.. 


جـ/ الإطلاع على سير السلف: 


الإطلاع و التشبع بسير السلف يعطي للإنسان منفذ واسع جدا عن كيفية التعامل ، كيفية التمييز، كذلك في باب الوصية بالنساء إليكم نجد نماذج كثيرة من حال السلف الصالح، وما كانوا عليه من الأخلاق والمشاعر الطيبة الرقيقة مع نسائهم، و العكس كذلك فلا نهمل باب طاعة الزوجة لزوجها.. 


#أمثلة : 


✓ شريح القاضي المشهور يقول في مسألة ضرب النساء، يقول:


رأيتُ رجالاً يضربون نساءهم فشلّتْ يميني حين أضربُ زينبــا

أأضربها من غير ذنب أتتْ به فما العدلُ مني ضربُ من ليس مذنبا

وزينب شمسٌ والنساء كواكب إذا طلعتْ لم تُبقِ منهن كوكبــا.


[ سير أعلام النبلاء (4/ 106) ] 


يعني: زوجته، واسمها زينب، وهذه مشاعره نحو زوجته.. 


✓ الإمام أحمد -رحمه الله- ذكر امرأته يوماً فترحم عليها، وقال: مكثنا عشرين سنة ما اختلفنا في كلمة، يقول: ما اختلفنا في كلمة عشرين سنة، يقول من سمع ذلك منه: وما علمنا أحمد تزوج ثالثة..

 

[ سير أعلام النبلاء (11/ 332) ] 


هذه التفاصيل تجعلك تتأمل في القرب و الميثاق القوي بين الأزواج عند هؤلاء، فتعرف كيفية تسطير حياتك الزوجية على المنهج السليم.. 


و في هذا الباب أريد التنبيه لنقطة مهمة : 


د/ الزواج واقع..وليس وهم المسلسلات :


كثير من الفتيات ترسم فكرة الزواج في مخيلتها و تنسجها من خيوط المسلسلات الوهمية و عندما تتزوج تجد أمرا مخالفا..


الزواج ليس قصر و أمير و حاشية..


الزواج علاقة قائمة على أسس و أدوار ثابتة و مهمة: 


- كل له حق و مستحق ( لكل من الزوجة و الزوجة حقوق و واجبات ) 

- قوامة الرجل ( كمسؤوليته على زوجته و أولاده ) 

- طاعة المرأة ( تكون مطيعة لزوجها و تمقطفذ أوامره في غير معصية الله ) 

- الإحسان و المودة بين الزوجين.. 


من الاعتراضات النسوية على قوامة الرجل أريد توضيحها كنقطة مستقلة لأن الاستقرار الزوجي قائم عليها خاصة.. 


قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (1/363) : " وقوله : (وللرجال عليهن درجة) أي في الفضيلة في الخَلق والخُلق ، والمنزلة وطاعة الأمر ، والإنفاق والقيام بالمصالح ، والفضل في الدنيا والآخرة ، كما قال تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم )"


وقال أيضا (1/653) : "يقول تعالى : (الرجال قوامون على النساء) أي الرجل قيم على المرأة، أي هو رئيسها وكبيرها ، والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت (بما فضل الله بعضهم على بعض)، أي لأن الرجال أفضل من النساء، والرجل خير من المرأة، ولهذا كانت النبوة مختصة بالرجال، وكذلك المُلك الأعظم لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ) رواه البخاري من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه، وكذا منصب القضاء وغير ذلك .


القوامة ليست أفضلية أخذها الرجل فقط لتحقير المرأة ، أو أنها صفة يمكن التنافس عليها من قبل النساء!

الأمر متعلق بالطبيعة الفيزيولوجية و السيكولوجية للمرأة، قوة الإدراك والعقل، اعتدال العاطفة، سلامة البنية.. 


و كذلك وجوب الإنفاق على الزوجة و المهر لأنه من أوجه تكريم المرأة.. 


اعتراضك على القوامة هو اعتراض عن كونك امرأة في الأساس..


إدراك المعنى الحقيقي للقوامة يجعل ركيزة البيت الزوجي ثابتة..


✓ في الشركات كل شخص له وظيفة محددة فهل يتدخل الواحد في شأن الآخر فقط لأنه يرى أن الوظيفة لا تناسبه و تناسبني؟ سيختل الأمر ، فتقاسم الأدوار بين المرأة و الرجل في إدارة البيت ، والإشراف على شؤون الأسرة، والإرشاد والمراقبة..، تحدث التوازن الزوجي..


وللحديث بقية إن شاء الله..