القائمة الرئيسية

الصفحات

 



فاظفر بذات الدين..!


حين يقع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «تُنْكَحُ المرأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينهَا؛ فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ؛ تَرِبَتْ يَدَاكَ» بين الإفراط والتفريط يتغير منحى الفهم والقرار.. 


بين تفريط يفهم من الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل لك هذه المعايير وأنت اختر واحدة فمنهم من يختار المال فقط، أو الحسب أو الجمال فلا يكاد يذكر معيار الدين في شيء!


وبين إفراط ممَنْ يجعل الدين هو المعيار الوحيد في اختياره..


وكلاهما فشل سيلقى حصاده بعد المعاشرة والزواج..


ما معنى الحديث؟


كتير من المسلمين غير مدركين معنى حديث ( تُنكح المرأة لأربع ) 


تُنكح هُنا ( فعل مبني للمجهول ) ، والكثير يعتقد أنه فعل أمر .


المعنى ببساطة شديدة يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتكلم عن الناس التي تختار على أسس معينة .


وفي الحديث يحدد للمسلمين المعيار الأساسي والحقيقي والصحيح الذي من المفروض على المسلمين أن يختاروا به الزوجة وهو ( الدين ) فقدم الدين عن الجمال والحسب والمال لأن الناس كانوا يقصدون في الزواج من بها خصِلة من الخصال الثلاث الأولى ويؤخرون الدين، فقدم النبي صلى الله عليه وسلم الدين عن هذه الخصال الثلاث لذلك قال ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) 


معنى تربت يداك : إقدام العمل والفلاح والنجاح وذلك أن الذي يعمل تتعرض يداه للأتربة .


اظفر بذات الدين ، وذات الخُلق ، وذات العفاف والحشمة .


قدم الدين أولًا فهذا أمر مباشر ، ثم انظر للخِصل الأخرى كيفما شِئت..


لكن ما نريد التنبيه عليه هو عدم إضاعة لباقي الخصال، لأن كثير من الناس نجده يبحث عن ذات الدين وما إن وجدها رفضها لشكلها! 


وهنا لم تقدم ذات الدين بل جعلت الجمال معيارا للاختيار، فنصيحتي ابحث عن الخصال الدنيوية إن وجدتها سألت عن دينها إن صلُح توكل على الله وإن وجدته غير موجود ارفض قطعا دون التماس أمل الإصلاح بعد الزواج!


وهذه القاعدة ليست مخالفة لوصية النبي صلى الله عليه وسلم في الظفر بذات الدين، لأن المعيار الرفض أو القبول متعلق بالدين نفسه الذي هو المعيار الصحيح والصريح في الحديث..


لأن الأصل في الزواج هو القاعدة لتنشئة جيل آخر نأمل أن يكون خيرا من سابقه، لا مدرسة لإعادة تأهيل الزوج أو الزوجة على خطى الالتزام..


وكذلك الظفر بذات الدين، يشمل الطباع ويشمل الاعتقاد، فذات الدين تحمل العقيدة الصحيحة، ولا تكون ناشزا معدومة الأنوثة والنظافة شديدة الطباع سليطة اللسان!


فلا تتنازل عن هذه الأمور!


أحسن الاختيار واحمل وصية رسول الأنام..