القائمة الرئيسية

الصفحات

ما رأيك بمصطلحات "تقبل الذات" و"التصالح مع الذات" ؟

 


ما رأيك بمصطلحات "تقبل الذات" و"التصالح مع الذات" ؟


ذات الإنسان لها ظاهر، وهو ما يُرى به، ويُميز بواسطته من صورة ولون، وله باطن، وهو ما استقر في داخله من عقيدة وأفكار وقيم.


إن كنا نتحدث عن ظاهر الذات هنا، فنعم وجب على الإنسان تقبل ذاته وحمد الله على ما ظهر منه والذي خلقه عز وجل وصوره به!


لأن عدم التقبل هنا يأخذ بالنفس إلى اشتشعار النقص والقنوط من رحمة الله والخروج عن سبيل الحق إلى الدخول في فتنة تغيير خلق الله والخوض في أمور لا ينال منها المرء إلا الشر والسوء! 


أما تقبل الذات كباطن فالعبارة فيها قصر النظر، تقبل الذات ما يستوجب تقبلها بإيجابياتها وسلبياتها، بمحاسنها ومساوئها وهذا مخالف لشرع الله عز وجل! 


شريعة الله عز وجل التي تدعو إلى تغيير الحسنة بالسيئة وهيكلة الفرد من السيء إلى الأفضل!


قال عز وجل ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَم لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [النحل:76]


لقد سمى الله السلبي في هذه الآية " كّلاً" والإيجابي بـ " يأمر بالعدل"، "كلّ" أصعب من سلبي، لأن سلبي معناها غير فعال أما كلّ فمعناها الثقيل الكسول وقبل هذا فهو "أبكم" لا يتكلم ولا يرتفع له صوت.


مِن هنا نُعرِّف الرجل الإيجابيَّ بأنه رجل لا يهدأ له بال، ولا تَنطفِئ له جَذوة، ولا يكلُّ ولا يملُّ؛ حتى يُحقِّق هدفه الذي يَسعى إليه وغايتَه المنشودة..


فالدعوة إلى تقبل الذات دعوى باطلة منهجها شيطاني لا علاقة له بالدين الإسلامي، يتقبل المرء نفسه البشرية التي تقوم على النقص والافتقار ومحاولة تجديد المساوئ إلى محاسن يرضاها الله وترضاها النفس! 


نفس تذنب وتخطئ وتعصي ثم تتوب بعد كل زلة، هذا ما يتم تقبله في الذات والرضى به!


هذه هي القاعدة التي وجب علينا إثباتها والاحتفاظ بها، فمن تأمل القرآن الكريم وتدبره تتضح له الغاية لغرس الفضائل في نفوس المؤمنين وشحذ الهمم إلى معالي الأمور والنهي عن السلبية وسفاسف الأمور..


فتقبل ذاتك من باب المحاسن وما كان فيه اقتراف للذنوب وتجاوز لحدود الله هو واجب عليك تغييره وليس خيارا منك!

هذا والله أعلم..