القائمة الرئيسية

الصفحات

سر نجاح العلاقة الزوجية، لكِ أنتِ

 


"الطفل كما ربيتِه، والرجل كما عودتِه" 


من نصائح أمهاتنا التي تختزل سر نجاح العلاقة الزوجية والأسرية..!


ننوه دائما وقبل كل شيء إلى طبيعة العلاقة الزوجية، ونكرر أن الزواج ليس اشتراكي المهام ولا تعاقدي الأخذ والعطاء، هو علاقة مطيع ومطاع، علاقة راعٍ ورعية، وهذا الأصل في نجاحه!


{ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض} آية تختصر علينا طريق التعقيد في الشرح، الشراكة في المسائل لا تؤدي بها إلا للفساد (مع التحفظ على الاستثناء منها) إلا الزواج!


غير قابل بتاتا لهذا النظام الاشتراكي!


وطبيعة علاقة "المطيع والمطاع" تزيد من قيمة وشأن الزوجة وليس كما تروج له النسويات والمتدثرات النواشز، الشريعة الإسلامية قد خففت أعباءًا شديدة على كاهل المرأة مقارنة بالرجل فأي تقليل هذا الذي يحفظ نفسك وطاقتك!


الزواج يحتاج صبر وابتعاد عن الندية، زوجكِ ليس أنتِ، وهذه القاعدة إن تجسدت في العقل وثبتت أتت الرغبة الأخرى في الحفاظ على بيت الزوجية والهيكل الأسري عامة..


والله لا سوء إلا في الندية والتفكير الدائم في كيفية مساواة الرجل واللحاق به، وهذا عين التقليل لو لم ينتقصوا من قيمتك كامرأة ما جعلوا الرجل هو الهدف الذي يتوجب الوصول إليه في الأعلى وأنت في أسفل السافلين!


"والرجل كما عودتِه" نعود للعبارة وسر نجاح العلاقة الزوجية، إن عودتِ زوجك على استقلالك المادي، وقوتك الشخصية، وتحملك المسؤولية الكاملة، والمساواة، لا تسألي يوما عن دوره ولا تقارنيه بغيره من الرجال، ولا تنتظري منه شيئا!


لأنكِ حكت العلاقة بنفسك، أصبح البيت شركة في العقلية النظامية وفندق في الاعتبارات الحياتية (نوم وأكل)، تبادل أطراف الحديث من اليوميات معدوم، كأنك في محادثة على الواتساب، افعل ولا تفعل، أحضرت وأحضر، حصل ولم يحصل.. 


مجرد أفعال أمر غير كاملة المشاعر..


من قال بأن الزواج هو أن يسكن رجل مع امرأة، أو امرأة مع رجل، وإنما أن يسكن إليها، أي يسكن كل منهما إلى الآخر، العلة ليست في البيت وإنما في أن تكون أنت وأنتِ هذا البيت..! [ سمية شيخ ] 


لكن فرق كبير مع من تتخذ من هذا الزوج مسكنا لها، تستحضر الفارق في العلاقة أنه المطاع والمسؤول والقائد، استحضار معنى القوامة وتحقيق الطاعة يزيد من راحتك النفسية والطمأنينة في بيتك، وهذا من خلال احتواء هذا البيت، واحتواء هذا الزوج، تذكري دائما أنت الأنثى الرقيقة المطيعة لزوجها والتي تبحث عن رضا الرحمن برضا زوجها..


اعلمي أن راحة زوجك هي راحة لكِ، بيت دون مشاكل ولا توتر ولا مشاحنات ولا عناد ولا سلبيات، بيت تملؤه الراحة والقناعة وحسن التعامل..


من أهم الأمور المفتقدة في أسرنا اليوم هي كيفية حل المشكلات..


ولهذا قلنا الزواج يحتاج صبر، من الطبيعي أن تواجه كافة العلاقات مشاكل وعقبات، ولكن يبقى الجوهر في الكيفية التي يتعامل بها الأشخاص مع هذه المشكلات، فعوضًا عن الشكوى والدخول بجدلات عقيمة حول أي أمر كان؛ يجب أن تجلس الزوجة وتتحدث مع زوجها حتى يجدا حلاً جذرياً لها، سيساهم هذا الأمر في المحافظة على علاقة زوجية إيجابية إلى جانب إعجاب الزوج في طريقة تفكير الزوجة المميزة، لذلك يُنصح بالتركيز على حل المشكلات بدلًا من الحديث عنها والجدال فيها.


وكذلك الابتعاد عن الندية في التعبير عن الغضب، الزوج يصرخ فتصرخين، يكسر فتكسرين..


لا تستفزيه عندما يغضب، ولا تثيريه بكلمات وعبارات تبين له مدى استهانتك بشخصيته


كل هذا لا يزيد زوجك إلا نفورا منك، حاولي امتصاص غضبه، إذا تحدث وهو غاضب فإياك أن تقاطعيه، وأيديه ببعض الكلمات الرقيقة..


 فمثل هذه الكلمات ستلين قلبه وستشعره بأنك تهتمين به وبهمومه.


حاولي تهدئته، واضبطي انفعالك إذا كان الحق معك، وتحدثي معه بأسلوب لبق.


والأهم من كل هذا لا تتركيه أبدا ينام وهو غاضب منك وإن كان هو المخطئ احرصي على رضاه قال صلى الله عليه وسلم (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة)


وكما قال الصحابي الجليل أبو الدرداء لأم الدرداء رضي الله عنهما (إذا غضبت فاسترضيني وإذا غضبت أسترضيك وإلا لم نجتمع).


خلاصة هذا السر لمن عملت به إن عودت الرجل على أنكِ واسعة البال تتمتعين بشراحة الصدر، تحتوين الغضب وتلتمسين الأعذار، تبحثين عن رضاه بين ثنايا أفعالك وأقوالك، لن يبدلك ولن يبادلك إلا خيرا!


فافعلي ما يرضي ربك ولا تغرنك شعارات النسوية الرنانة فوالله لو كانت فيها فائدة لرأيتهن أول الناجحات، لكنهن آخر المطاف إما منتحرات أو مكتئبات أو يتباكين على أعمارهن التي مضت دون معنى!


وبالله التوفيق..