القائمة الرئيسية

الصفحات

ضرورة التأسيس التربوي وفق الهدي النبوي

 


"ضرورة التأسيس التربوي وفق الهدي النبوي" 


حين نقول "ضرورة" فإننا نعلق الأمر بالمفاهيم الإسلامية وما كان ضرورة للفرد هو ضرورة للمحتمع بشكل طردي وما بُني على حق كان حقا وما بُني على باطل كان باطلا! 


دائما نستذكر أن التشريع الإسلامي منهج متكامل كامل تخطى كل الأبواب الدنيوية والآخروية! 


منهج قائم على التوحيد، واستحضار النصوص من الكتاب والسنة في كل خطوة، كما جعل لنا منهجا في التربية النفسية والعقدية والاجتماعية، لم يترك المفاهيم التربوية والأسرية دون ضبط! 


البعض يبحث هنا وهناك ولا يعود لأصل الأمور وهو الشريعة، فالحمد الله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة! 


"التأسيس التربوي": أكثر ما نحتاجه هو ضبط هذا المفهوم، وهو أكثر ما اختُل به في عصرنا.. 


"وفق الهدي النبوي": دائما ما يحضرني قوله عز وجل {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} وهذه من أكبر نعم الله عز وجل على عباده أن أتم لهم دينهم ولم يترك لهم بابا إلا وجعل فيه أسسا ومواعد وحكم يهتدي بها المسلم! 


تربية الأولاد مسؤولية مشتركة بين الأبوين، لا ينفرد أحدهما بها، ففي صحيح البخاري عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ككلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والأميرُ راعٍ، والرجلُ راعٍ على أهل بيتِه، والمرأةُ راعيةٌ على بيت زوجها وولدِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه.


تشكيل عقلية وقيم ونفسية الطفل متعلقة بحصاد زرع الوالدين، فإن كان الزرع غنيا ووفيرا بالأسس الدينية السليمة كان الحصاد يافعا ومزهرا! وإن كان مصحوبا بالانسلاخ الديني فلن يكون الحصاد إلى شوكا ورمادا! 


من أعظم الوصايا التربوية ما جاء في سنن أبي داود عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: مرُوا أولادَكُم بالصلاةِ وهُم أبناءُ سبعِ سنينَ، واضرِبُوهُم عليهَا وهُمْ أبْنَاءُ عَشْرٍ، وفرِّقُوا بينِهِم في المَضَاجِعِ.



"ثلاث سنوات" كافية لتأسيس الفكر العلمي بغية التنظيم العملي للطفل! 


لم تكن تلك الفترة محض الصدفة، بل هو استقراء للقدرات المعرفية والعملية للطفل، علم طفلك ودربه في هذه الفترة، هو في مرحلة يستوعب أهمية القائل والقول! 


علمه الحكمة والغايات والمقاصد، وهنا تلحق نستذكر ضرورة إعطاء الطفل مساحة للطرح والتساؤل والتفكير، لا تجعل مسألة الصلاة في حيز "الأمر" افعل ولا تفعل! 


حاور، علم، أجب، ثم أدِّب! 


الاهتمام بالإنتاج والحصاد هو مسؤولية كبيرة على الوالدين، لا يمكن انتظار الطفل إلى أن يصل سن العاشرة ثم ضربه على الصلاة والصيام!


أنت سرقت أهم 3 سنوات في حياته!

واختزلت مراحل التعلم والتمسك! 

ثم ذهبت مباشرة إلى قيد الأمر!


وهذا لا يصح، وإن فعلت هذا لا تسأل عن سبب الانسلاخ الديني والانفطار التربوي! 


ومن أكبر الأدلة على هذا الأمر قول النبي ﷺ: « مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع» ولأنه ﷺ أنكر على الحسن بن علي رضي الله عنهما أكله من تمر الصدقة، وقال له: أما علمت أنه لا تحل لنا الصدقة وأمره بإلقاء التمرة التي أخذ منها، وكانت سنه حينما توفي ﷺ سبع سنين وأشهرا..


لم ينهل عليه بالضرب بل اخبره بأصل فعل المسلمين ثم أمره قولا وهو في سن السابعة، نريد إنتاج جيل واعٍ مدرك لحقيقة الشريعة الإسلامية، لا جيل يُجبر في الصغر ويتشتت في الكبر! 


ضرورة ديمومة الإنتاج الإصلاحي والترسيخ العقدي لا تخفى على عاقل! 


فالخلاصة تكمن في ضرورة تعلم أساليب التربية النفسية والعقدية للطفل، ليس فقط كنتيجة أسرية، بل حتى لإزالة شوائب التخلف والفكر الأعمى عن هذه الأمة! 


فنسأل الله الصلاح في أنفسنا وأهلينا..