القائمة الرئيسية

الصفحات

رسالة لمن تحلت بالستر في جاهلية العصر

 


نص الاستشارة

من الله علي بالنقاب قرابة الشهر وكنت أود ارتدائه من سنتين تقريبا ولكن كبلتني المخاوف إلى أن من الله علي ولكني خسرت أو بمعنى آخر واجهت عقبات أكثر مما توقعت بكثير. منذ صغري وأنا أعاني من النبذ والوحدة ولا أملك أصدقاء وبدأ الأمر يتحسن قليلا في الجامعة ولكن النقاب أوقف هذا ولكيلا أكون جاحدة هناك منهن من ازددن لطفا معي ولكنهن عابرات فأشعر أن النقاب يخفيني أشعر أني لا شيء أنا لا أحب النقاب ولكني أحب الله لا أنوي أن أتخلى عنه وأسأل الله الثبات ولكني أحيانا تتعطل البوصلة ويزداد التيه وتتكالب الأحزان على قلبي وتكبر الدنيئة في قلبي... لا حول ولا قوة إلا بالله..


الله المستعان.. 

دائما ما نتحدث في مسألة النقاب من ناحية الوجوب ونتطرق إلى الجانب النفسي لها ونحن في زمن الجاهلية وغربة شعائر الله! 

النقاب يحتاج مجاهدة كبيرة وتربية ويعطي بعدا إيمانيا عظيما للنفس!

دائما اشغلي نفسك بسؤال "ما الغاية الكبرى من الخلق!؟" 

لا نحيا لغاية الزواج (بل هو وسيلة) أو نتجمل أو نعجب الآخرين..!

ولكن لنرضي الله عز وجل ونتبع أوامره ونجتنب نواهيه، ونتوكل عليه مطلقا، وبالتالي نستلزم بالهدى الظاهر والباطن ونمارس الحياة الدنيا ونحن إماء لله سبحانه وتعالى لا نبتغي إلا رضاه..!

الصداقة من المعينات وليس الضروريات! 
الضرورة الحقيقية هي معية الله عز وجل لا معية البشر!

تذكري هذا زمن الغربة، زمن شديد جدا وزمن ظلم وبغي على الستر والاستقامة

لكن بالمقابلة معية الله خير عزاء لمن ثبت!

سلعة الله غالية!

ومن يبخل على نفسه لا ينالها، لا تبالي بما يواجهكِ، أثتبي أن قدوتك أمهات المؤمنين، وكفاه شرفا أخوات لك لبسوه في قلب البلدان الكافرة وتعرضن للكثير من الأذى النفسي والجسدي، تذكري دائما أن الأجر على قدر المشقة، لذلك لابد من صحبة تعينك!
واصبر نفسك مع! من؟
من يذكرك بالله ويعينك على الاستقامة

ليس صحبة البشر!، بل القرآن الكريم!

هذه هي الصحبة وكفى!

صدقيني لو كانت لديك صحبة كثيرة لربما لم تنالي هذا الشرف! 

فاحمدي الله على هذا الهدى، لا يهم من يعتبرك أكبر أو أصغر ولن تزيدك ظنونهم شيئا! 

بل الأصل في مقامك عند الله عز وجل ومقام النقاب والستر عندك.. 

حاولي الارتقاء بنفسك وتنمية شخصيتك، حين تفعلين سيستقر اليقين بداخلك وتمتلأ نفسك ثراء وخصوبة وتزداد شخصيتك قوة وجاذبية واحتراما.. 

أصلحي علاقتك مع الله فمن أصلح علاقته بالله صلحت علاقته بالناس، ومن أحبه الله قذف حبه في قلوب الناس، فلا تتصوري أن حب الناس توفيق منك بل توفيق من الله فقط! 

النقاب في معناه الحقيقي، امرأة مسلمة راقية السلوك مطمئنة النفس تعرف هدفها وطريقها وتسعى جاهدة في الحياة لكل ما فيه خير ونفع لنفسها وبيتها. 

منظومة من العفاف والعطاء والتقوى ولوحة متكاملة لأفضل صورة ممكنة للمرأة.

والجميل في رسالتك كلامك في عدم التخلي على النقاب، فشكَر الله لك استقامتك على الحقِّ، وتَمَسُّكك بالحجاب الشرعيِّ، وهذا دليلٌ على حُسْن خُلُقك فالحياءُ والعِفَّةُ مِن الأخلاق الفاضلة وسلامةِ الفِطرة ونظافَتِها واستقامتِها

فالفتاةُ القويمةُ تستحيي بفِطْرَتِها، لكنها لثقَتِها بطَهارتها واستقامتها لا تَضْطَرِب، وتَمضي في مَسيرتها العلمية والشرعية دونما تَلَجْلُج..!

الزواج رزق مِن الله تعالى، له أَجَل مسمى، لا يتقدم ولا يتأخر، وهو سبحانه يُقَسِّم الأرزاقَ بين عباده بحكم بالغة فهو العليمُ الخبير، لا مانعَ لِمَا أعطى، ولا مُعطي لِمَا مَنَع، ولا رادَّ لِمَا قَضَى سبحانه وتعالى، والخيرُ كل الخير في الرضا بقضائه وقدَرِه؛ ففي طيَّاتِه خيرٌ للمؤْمِن ولا شَكَّ؛ قال تعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾


وتأمَّلي كثيرًا تلك الآيات البيِّنات لتَعْمَلي بها لتُحَقِّقي بُغيتك: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾

لا تحزني وأنت نلت شرفا لم تنله كثير من النساء اليوم! 
لا تحزني وأنت اتبعت نهج أمهات المؤمنين والصحابيات! 

ثبتك الله على النقاب وزادك هدى وتقى ونورا على نور..